ترامب اليوم رئيس لأقوى دولة في العالم، بصلاحيات تفوق بكثير فترة رئاسته السابقة، وذلك بسبب سيطرة حزبه الكاملة على الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ). فما هي التأثيرات المباشرة على المنطقة العربية؟ هذه قراءة مبنية على تحركاته الفعلية، وليس فقط تصريحاته:
1. إنهاء الدور الأمريكي كـ "شرطي العالم"
لم يعد هناك حماية أو دعم للدول النامية، ولا للمنظمات الدولية أو حقوق الإنسان. كما سيتم تقليل الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط تمهيدًا للانسحاب التدريجي. في المقابل، ستُمنح صلاحيات أكبر للحلفاء الإقليميين، وأبرزهم إسرائيل، الإمارات، السعودية، ومصر. بمعنى أن الدول الضعيفة يجب أن تلتزم الحذر في الفترة القادمة. أما بخصوص فلسطين، فترامب لا يريد المزيد من الحروب.
2. رفع التعريفات الجمركية على الصين
سيتم رفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 60%، مما سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار المنتجات الصينية عالميًا بسبب زيادة تكاليف الإنتاج وتحول سلاسل التوريد. على سبيل المثال، السلعة التي كنت تشتريها بـ100 ستصبح بـ160. لذلك، يُنصح بالبحث عن بدائل محلية، لأن حتى المنتجات الصينية ستصبح من الكماليات.
والجدير بالذكر أن الصين تصدّر إلى الولايات المتحدة بـ500 مليار دولار سنويًا، بينما تصدّر لدول مثل مصر بـ12 مليار دولار. لذا، فإن الخسارة التي ستواجهها الصين ستُعوّضها برفع الأسعار عالميًا، وليس على أمريكا فقط.
3. حملة ترحيل واسعة للمهاجرين
من اليوم الأول، سيبدأ تنفيذ حملة ترحيل واسعة، حيث سيتم تشديد إجراءات وزارة الهجرة والجمارك، إلى جانب إعطاء سلطات أكبر للشرطة المحلية. أي شخص مخالف لقوانين الإقامة، خصوصًا من لديه قضايا قانونية، سيكون معرضًا للترحيل الفوري دون جلسات استماع أو إجراءات تأجيل كما كان يحدث في السابق.
4. توسع إقليمي وضغط اقتصادي
ترامب يطمح إلى ضم كندا، غرينلاند، وبنما لتعزيز الاقتصاد والأمن القومي الأمريكي. هذا ليس مجرد خطاب دعائي، بل هناك خطط حقيقية للضغط اقتصاديًا على هذه الدول. فهو يرى أن الاقتصاد الكندي يستفيد من 200 مليار دولار أمريكي سنويًا، ويريد استرجاعها. بالمقابل، كندا تستعد لفرض تعريفات جمركية بقيمة 150 مليار دولار على أمريكا ردًا على ذلك. لكن في النهاية، الغلبة للأقوى، مما سيؤدي إلى تراجع الاقتصاد الكندي بشكل مؤقت، وسيتأثر أي شخص لديه أعمال أو عائلة هناك.
ختامًا
كل ذلك يجري بمشيئة الله وحوله وقوته، لكن هذه مجرد قراءة تستند إلى الأسس التي اختار ترامب فريق إدارته الجديد على أساسها.
Tags
الشرق الأوسط