لنرجع قليلاً إلى الوراء ونقارن بين أهداف الحرب لكلا الطرفين:
كان هدف حماس من هجوم 7 أكتوبر هو تحرير عدد معين من الأسرى الفلسطينيين مقابل الأسرى الإسرائيليين الذين تأسرهم، في حين أن إسرائيل تحتجز بالفعل أكثر من 10,000 أسير فلسطيني دون أي مبرر قانوني. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك أهداف سياسية ضمنية تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، وهو أمر ليس بالسهل، إذ أنها جرت كيانًا محميًا من القطب الأوحد المهيمن عالميًا إلى ساحة المواجهة.
على الجانب الآخر، كان هدف إسرائيل من اجتياح غزة هو تحرير أسراها بالقوة والقضاء التام على حماس، إلى جانب هدف سياسي ضمني لحكومة نتنياهو يتمثل في إظهار القدرة على السيطرة والتوسع على الأرض. أهداف تبدو سهلة، وبحسابات أي شخص، كان المتوقع أن تدخل إسرائيل لتسحق كل من في غزة، وتعيد أسراها، وتقضي على آخر جندي في حماس. ولكن، ماذا كانت التجهيزات لهذه الحرب؟
في 13 يناير 2025، أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية أن التكلفة النهائية للحرب الأخيرة على غزة بلغت 34 مليار دولار، بينما قدرت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية التكلفة الكلية بنحو 68 مليار دولار، منها 18 مليار دولار مساعدات عسكرية مباشرة من الولايات المتحدة.
تم توفير الحماية والردع بواسطة مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد فورد"، والتي تشمل 75 طائرة ومروحية مقاتلة حديثة، و7 مدمرات مرافقة، وغواصة نووية "فيرجينيا"، بالإضافة إلى 4500 جندي من قوات المارينز.
شارك في الحرب 423 ألف جندي إسرائيلي، منهم 123 ألف جندي نظامي و300 ألف جندي احتياطي. كما استخدمت إسرائيل 50% من سلاح المدرعات لاقتحام غزة، والذي يضم 2200 دبابة، و7500 ناقلة جند، وأكثر من 100 جرافة. أطلقت إسرائيل 57,000 قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم.
أما القوة الجوية الإسرائيلية، فقد شاركت بأكبر وأحدث تشكيل جوي في المنطقة، يتكون من 595 طائرة، منها:
241 طائرة مقاتلة واعتراضية
23 طائرة هجومية
15 طائرة نقل عسكري وإخلاء مصابين
154 طائرة تدريب
23 طائرة مهام خاصة
128 مروحية
11 طائرة تزود بالوقود
عدد لا يحصى من الطائرات المُسيّرة (الدرونز) وطائرات الاستطلاع الثقيلة والخفيفة
ألقت إسرائيل 85 ألف طن من المتفجرات، شملت:
14,000 قنبلة MK-84 زنة 2000 رطل
6500 قنبلة بوزن 500 رطل
3000 صاروخ "هيلفاير"
1000 قنبلة خارقة للتحصينات
2600 قنبلة صغيرة القطر
أي أن قوة التفجير تعادل 5.7 أضعاف قوة قنبلة هيروشيما، دون احتساب التأثير الإشعاعي النووي وغيره.
والآن، من الذي حقق أهدافه، ومن الذي لم يحققها؟
هل استعادت إسرائيل أسراها بالقوة؟ لا
هل قضت على حماس؟ لا
هل توسعت وستبقى؟ لا، بل ستنسحب
أما على الجانب الآخر:
هل نجحت حماس في إخراج أسراها؟ نعم، والحمد لله
هل أسقطت حماس أسطورة المظلومية الإسرائيلية؟ نعم، وبشكل غير مسبوق
هل آمنتم الآن بالآية:
"وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
(سورة آل عمران، الآية 126).
Tags
الشرق الأوسط