القيادة: المقارنات الثقافية والأساليب الفعالة والتدريب للمغتربين

وفقًا لـ (Hughes, Ginnett & Curphy, 1996)، فإن القيادة هي القدرة على التأثير على الأفراد لجعلهم يرغبون في تحقيق أهداف المجموعة. في هذه الورقة، سأناقش القيادة في اليابان، وأسلوب القيادة الأنسب للتفاعل مع الثقافة اليابانية، وما نوع التدريب الذي يحتاجه المغترب الأمريكي للتفاعل مع الثقافة اليابانية، وما يحتاجه التدريب الذي تحتاجه الثقافة اليابانية للتعامل مع المغتربين الأمريكيين.

مقارنة القيادة بين أمريكا واليابان:

وفقًا لـ (FUKUSHIMA, 2001)، يتم تحديد صفات القائد الجيد بناءً على عدة عوامل، أهمها: (الكاريزما، التواصل، الأمانة، الرؤية، المعرفة، والشغف). عند تطبيق هذه العوامل على كل من الثقافة الأمريكية واليابانية، نجد ما يلي:

العواملالولايات المتحدة الأمريكيةاليابان
الكاريزمايجب أن يكون القائد قوي الشخصية ويؤثر على الأفراد ويرتبطون به تمامًا.لا توجد أهمية كبيرة للكاريزما، لكن يتم تقدير العمل الجماعي والتناغم بين القائد والفريق.
التواصليجب أن يكون القائد واضحًا، مقنعًا، ويعبر بشكل واضح عن أفكاره ويحرص على التواصل البصري.مهارات التواصل ليست شرطًا للقيادة؛ يُعتبر القائد الذي يعبر عن أفكاره بشكل صريح متعجرفًا وتعيسًا.
الأمانةمعيار دقيق، والكذب يؤثر على ثقة الأفراد بقائدهم.تُعتبر الأمانة فضيلة، لكنها لا تُعطى الكثير من الثقة للقادة.
الرؤيةيقوم القائد بنفسه بوضع الرؤية، ويجب أن يكون ملهمًا لينقل رؤيته للفريق.التركيز على الخطط الدقيقة والمهيكلة جيدًا والتخطيط طويل الأجل بالتشاور بين القائد وفريقه.
المعرفةلدى القائد معرفة تقنية أو مهنية في مجاله.القائد يعتمد على الدعم والخبرة التقنية والمهنية من مرؤوسيه.
الشغفيظهر القائد قوة شغفه تجاه رؤيته وأفكاره، ويتأثر كل من حوله به ويسعون لتنفيذ رؤيته.عرض العواطف بشكل علني يُعتبر دليلاً على عدم نضج القائد.

أسلوب القيادة المناسب للتفاعل مع الثقافة اليابانية:

وفقًا لـ (Drucker, 1971)، يُعتبر أسلوب القيادة في اليابان نموذجًا فريدًا تطور في عزلة عن العالم لآلاف السنين؛ اليابانيون عمومًا معتادون على العمل الجماعي والتناغم وعدم الصراع. يجب على القائد الذي سيعمل في اليابان أن يدرك أنه سيكون جزءًا من آلية صنع القرار، وليس صانع القرار الوحيد كما هو الحال في الدول الغربية. بعد التشاور مع من حوله، تستغرق القرارات الإدارية في اليابان وقتًا أطول لاعتمادها؛ وذلك لأن القائد يجب أن يحصل على آراء الجميع ويصل إلى إجماع تام على القرار.

يتطلب التأثير على الفريق في اليابان مزيدًا من الجهد. لن تتم القيادة بالشعارات، بل سيتم تحقيقها بمساعدة كل من حول القائد لفهم القرارات واتخاذ القرار من أجل التحسين. وبالتالي، بمجرد الموافقة، سيكون التنفيذ أسرع بكثير من الدول الغربية، حتى لو كان القرار مختلفًا تمامًا عن النظرة العالمية، كما حدث في دخول اليابان الحرب العالمية الثانية.

التدريب الذي يحتاجه الأمريكيون للتفاعل مع الثقافة اليابانية:

يعتقد اليابانيون أن المهارات الشخصية في العمل وممارسة السلوكيات الصحيحة أفضل بكثير من الصفات الشخصية مثل الأمانة والثقة؛ لذلك يجب على المغتربين الأمريكيين أن يهتموا أكثر بإظهار مهاراتهم في العمل بدلاً من إثبات نواياهم الحسنة أو فعالية آرائهم. أيضًا، الثقافة اليابانية في العمل تميل إلى أن تكون أكثر رسمية من الثقافة الأمريكية؛ من الضروري الالتزام باللباس الرسمي والتحدث بطريقة رسمية مع الجميع، وفقًا للمنصب والرتبة. كما أن اليابانيين يحترمون التسلسل الهرمي الوظيفي؛ فلا يمكن تجاوز المدير والتوجه إلى الموظف مباشرة، فالمدير هو الذي يمتلك الكلمة العليا، ويجب على الموظف تقديم تقاريره إلى مديره في الوقت المناسب، سواء كانت الوظيفة صغيرة أو كبيرة (Yancey & Watanabe, 2009).

التدريب الذي تحتاجه الثقافة اليابانية للتعامل مع الأمريكيين:

وفقًا لـ (Mills, 2005)، يجب على اليابانيين أن يدركوا أن الأمريكيين يتخذون القرارات في العمل بشكل أسرع وأكثر كفاءة. في بعض الأحيان، يميلون إلى المخاطرة بعد دراسة المعلومات المتاحة؛ كما يجب أن يكون اليابانيون على دراية بأن الثقافة الأمريكية في العمل تعتمد على الفرد وقدرته على العمل والتأثير. بالإضافة إلى ذلك، المجتمع الأمريكي أكثر تنوعًا من المجتمع الياباني، حيث يمثل اليابانيون الأصليون 98% من السكان، بينما الأمريكيون هم في الأساس شعب مهاجر يحمل ثقافات مختلفة. لذلك، يتم التعامل مع كل أمريكي وفقًا لثقافته الشخصية. وأخيرًا، تفكير القائد الأمريكي يتجاوز مجموعته، فهو هناك لاتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية عنها؛ نعم، يستشير أعضاء فريقه، لكن القرار النهائي بيد القائد، وهو ما يتناقض تمامًا مع الثقافة اليابانية.

الخاتمة:

الالتزام بآداب العمل في الثقافة اليابانية سيساعد الموظفين الأمريكيين على فهم زملائهم اليابانيين. من خلال خلق بيئة عمل من الاحترام والتعاون والفهم والتواضع، يمكن لليابانيين تصميم سياسات عمل فريدة وأسلوب قيادة مميز يأخذ بعين الاعتبار الثقافة والتقاليد المجتمعية، التي تقوم على التعاون والتناغم التام بين أفراد المجتمع.

المراجع:

Drucker, P. (1971). What We Can Learn from Japanese Management, https://hbr.org/1971/03/what-we-can-learn-from-japanese-management

FUKUSHIMA, G. (2001). Understanding 'leadership' in Japan, https://www.japantimes.co.jp/opinion/2001/03/28/commentary/understanding-leadership-in-japan/#.XnlVPYhKg2w

Hughes, R., Ginnett, R. C., & Curphy, G. J. (1996). Leadership. Chicago, Irwin.

Mills, D. Q. (2005). Asian and American leadership styles: How are they unique. Harvard Business School Working Knowledge, 27, 1-6.

Yancey, G. B., & Watanabe, N. (2009). Differences in perceptions of Leadership between US and Japanese workers. The Social Science Journal, 46(2), 268-281.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال