إغتيال سفير روسيا والهجوم الانتحاري بالمانيا 2016


وقعت حادثتان مروعتان ستكون لهما أصداء كبيرة في الفترة القادمة. الأولى هي اغتيال السفير الروسي (أندريه كارلوف) في تركيا قبل ساعات قليلة، والثانية هي هجوم شاحنة نقل على تجمع سياحي في سوق ببرلين، العاصمة الألمانية، قبل دقائق، حيث دهست الشاحنة حوالي 60 شخصًا، مما أسفر عن وفاة 9 منهم على الفور وإصابة أكثر من 50 آخرين.

الحكاية الأولى:

قام ضابط شرطة شاب في الخدمة المدنية التركية (ويُقال إنه كان قد تم فصله) يبلغ من العمر 22 عامًا، واسمه (مولود طنطاش)، بإطلاق 8 رصاصات على السفير الروسي. أصابت ثلاث منها السفير وأسقطته على الأرض، وبعد سقوطه أطلق خمس رصاصات أخرى. توفي السفير فور وصوله إلى المستشفى.

صرخ الضابط الشاب بأعلى صوته عبارات داعمة لأهل حلب مثل "الله أكبر.. هذا من أجل حلب.. لا تنسوا حلب.. لا تنسوا سوريا.. ما لم تكن بلادنا في أمان فإنكم أيضًا لن تتذوقوه.. كل مَن له يد في هذا الظلم سيدفع الحساب". واختتم بكلمات قالها المسلمون الأوائل في المدينة المنورة (الأنصار) عند حفر الخندق: "نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد ما بقينا أبدًا". ثم قال أخيرًا: "والله لن أخرج من هذه القاعة إلا ميتًا".

كان السفير الروسي (أندريه كارلوف) يفتتح معرضًا للفنون بعنوان "روسيا كما يراها الأتراك" في قلب العاصمة أنقرة. دخل الضابط المذكور إلى المعرض باستخدام "الكارنيه" أو البطاقة الأمنية الخاصة به، ووقف خلف السفير على منصة الافتتاح وكأنه الحارس الشخصي له، على الرغم من أن الحراسات تكون عادة بين الجمهور ولا أحد يقف على المنصة. لم يشك أحد فيه بسبب زيه الرسمي وصغر سنه.

بعد 15 دقيقة، أحاطت القوات الخاصة بالمبنى الذي وقع فيه الحادث، واقتحمته وقتلت الضابط منفذ الاغتيال بعد أن أصاب ثلاثة من قوات الشرطة.

صرحت الخارجية الروسية أن الاجتماع المقرر غدًا بين وزراء الخارجية الروسية والتركية والإيرانية في تركيا بخصوص الوضع في سوريا، بالإضافة إلى زيارة وزير الدفاع التركي لروسيا غدًا، سيعقدان في موعدهما ولا يوجد أي عائق لإلغائهما.

الحكاية الثانية:

دخلت شاحنة من النوع (سكانيا) بسرعة كبيرة إلى سوق ضخم مكتظ بالسياح في برلين. على الرغم من دهسها لعدد من الناس، لم يتوقف السائق. أطلقت الشرطة النار على الشاحنة، مما أدى إلى مقتل مساعد السائق، لكن السائق نفسه لم يُستدل عليه حتى الآن، رغم أن الشرطة ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم. وقد تم تصنيف الحادث كعمل إرهابي، والتحقيق جارٍ الآن على هذا الأساس.

تداعيات الحادثين:

سيشكل اغتيال السفير وحادث الدهس ورقة ضغط كبيرة غدًا على تركيا في اجتماع وزراء الخارجية، خصوصًا أن العديد من المسؤولين الأتراك الحكوميين أعلنوا دعم تركيا الكامل لأهل سوريا، وخاصة أهل حلب. وكان الأمل معقودًا على اجتماع الغد لإصدار قرارات سريعة لوقف أزمة أهل حلب مع روسيا وإيران، اللتين تُعتبران أكبر المؤثرين حاليًا على ساحة الأزمة السورية. إضافة إلى ذلك، قد تتدخل ألمانيا بشكل مباشر في قضية مكافحة الإرهاب والوقوف ضد اللجوء إلى أوروبا من السوريين وغالبية العرب لتخفيف السخط الشعبي ضد الإرهاب.

نظرة مستقبلية:

أخيرًا، بعد حادثة الاغتيال وعملية الدهس هذه، ومع تأكيد فوز (ترامب) اليوم في التصويت الثاني والأخير للمجمع الانتخابي، والذي كان هو الأمل الأخير لإزاحته عن رئاسة أمريكا، نتوقع، بإذن الله، عالمًا تحكمه العطش للحرب والدماء خلال السنوات الأربع القادمة. ولا عزاء لأصحاب دعاوى التعقل والحكمة. ولعل السنة القادمة تكون فاتحة خير عليهم وعلينا إن شاء الله.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال