تسريبات بنما 2016

القصة ببساطة هي أن وثائق مسربة ظهرت من مكتب محاماة عالمي اسمه "موساك فونسيكا"، والذي يعد من أكبر مكاتب المحاماة في العالم، حيث يعمل منذ 40 عامًا ويشتهر بنفوذه الكبير في القضايا الدولية والتخليص الجمركي وحركة الأموال والاستثمارات العالمية. مقره في بنما، وهي دولة تعتبر مركزًا مهمًا للأعمال بسبب وجود قناة بنما التي تربط بين المحيط الهادئ والأطلسي وتديرها الولايات المتحدة، وأيضًا بسبب شهرتها بشركات "الأوف شور" (ما وراء البحار)، التي تعتبر بوابات خلفية للعمليات المالية المشبوهة.

هذه الوثائق أدت إلى إصدار رئيس المكتب ومؤسسه، "رامون فونسيكا مورا"، بيانًا قال فيه إن التسريبات تمثل "جريمة وهجومًا على دولة بنما ككل"، لكنه لم ينكر صحة الوثائق. من جهتها، أعلنت حكومة بنما أنها ستفتح تحقيقًا قضائيًا في هذه الوثائق المسربة.

كيف بدأت القصة؟

شخص مجهول أرسل لجريدة ألمانية تدعى "زود دويتشه تسايتونغ" مجموعة ضخمة من الوثائق تصل إلى 11.5 مليون وثيقة بحجم بيانات يبلغ 2.6 تيرابايت. هذه الوثائق تتضمن صورًا أصلية لعمليات مالية ووثائق شخصية لأكثر من 214,000 شركة عابرة للبحار في أكثر من 200 دولة. الوثائق تتهم 140 زعيمًا سياسيًا، منهم 13 رئيس دولة وحكومة حاليين وسابقين، بتهريب أموالهم إلى دول أخرى من خلال عمليات غسيل أموال، تهرب ضريبي، وسرقة علنية. التسريبات استمرت حتى ديسمبر 2015.

الجريدة الألمانية أرسلت هذه الوثائق إلى 370 صحفيًا عالميًا من أكثر من 70 دولة للتحقق من صحتها، واشتركت في تحليلها مؤسسات إعلامية عالمية، من بينها "الجارديان" و"بي بي سي". وفي تصريح لرئيس "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين"، ومقره واشنطن، قال إن هذه الوثائق تعتبر "أكبر تسريبات في التاريخ"، وتم نشرها على موقع خاص تحت اسم "Panama Papers".

الأسماء المتورطة:

الوثائق أدانت شخصيات بارزة حول العالم، من بينها:

  • حسني مبارك وابنه علاء بالتعاون مع بنك HSBC مصر.
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعديه.
  • الرئيس السوري بشار الأسد.
  • الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
  • نواز شريف، رئيس وزراء باكستان.
  • إياد علاوي، رئيس وزراء العراق السابق.
  • بيترو بورشينكو، رئيس أوكرانيا.
  • سيجموندور ديفيد جونلوجسون، رئيس وزراء أيسلندا.
  • الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري.
  • عائلة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
  • والد رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون.
  • أعضاء من مجلس العموم البريطاني.
  • أعضاء رئيسيين في لجنة الأخلاق بالاتحاد الدولي لكرة القدم.
  • أمراء وملوك وأسرهم من منطقة الخليج العربي.
  • اللاعب البرشلوني ليونيل ميسي ووالده.
  • شخصيات رياضية بارزة مثل ميشيل بلاتيني وجيروم فالكه.

ردود الفعل:

أستراليا: هيئة الضرائب الأسترالية أعلنت أنها ستبدأ تحقيقًا في وثائق تسريبات بنما للتحقق من عمليات تهرب ضريبي وغسيل أموال لأكثر من 800 عميل أسترالي ثري مرتبطين بـ120 شركة ومقدم خدمات في هونغ كونغ.

أيسلندا: آلاف المتظاهرين خرجوا للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء المتورط في التسريبات.

الخلاصة:

ما ظهر حتى الآن من هذه الوثائق هو مجرد جزء صغير من فضيحة عالمية قد تكون لها تداعيات ضخمة، وما خفي كان أعظم، وما سيأتي قد يكون أعظم وأعظم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال