تفجيرات بلجيكا 2016

في تمام الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت بلجيكا (التاسعة بتوقيت القاهرة)، استيقظت العاصمة البلجيكية بروكسل على وقع انفجارين مروعين في مطار "زافنتم". الانفجار الأول حدث في بهو المطار، بينما وقع الانفجار الثاني على مدرج الطائرات.

تفاصيل الهجوم وأحداثه

وفقًا للشهود الناجين من الهجوم، دخل عدد من الأشخاص الملثمين إلى المطار وهم مسلحون بأسلحة رشاشة، وبدأوا في إطلاق النار عشوائيًا، مما أسفر عن مقتل كل من حاول الاقتراب منهم. الشهود أكدوا أن المهاجمين كانوا يتحدثون باللغة العربية.

بعد وقوع الانفجارين، هرعت قوات الشرطة والدفاع المدني إلى موقع الحادث، حيث تم العثور على ثلاث عبوات ناسفة أخرى كانت على وشك الانفجار. وقبل أن يكتمل فحص المطار، وقع انفجار ثالث أكبر في محطة مترو "مالبيك" بالقرب من مقر الاتحاد الأوروبي، مما زاد من حدة الوضع الأمني في العاصمة.

حصيلة الضحايا وتداعيات الهجوم

بحسب التقارير الأولية، بلغت حصيلة القتلى 23 شخصًا، بينهم 11 في مطار "زافنتم"، بالإضافة إلى عدد كبير من المصابين. تشير جميع الدلائل إلى أن تنظيم "داعش" هو المسؤول عن الهجمات، وذلك كرد فعل على اعتقال القيادي في التنظيم "صلاح عبد السلام"، المتهم بتفجيرات باريس في نوفمبر الماضي.

التحقيقات والاعتقالات

في يوم الجمعة الذي سبق الهجمات، نفذت الشرطة البلجيكية عملية مداهمة في منطقة "مولينيك"، حيث ألقت القبض على "صلاح عبد السلام" بعد تبادل لإطلاق النار أسفر عن إصابته في ساقه. تم العثور في مكان اختبائه على أسلحة وذخيرة وعلم تنظيم داعش.

فرنسا طالبت بتسليم "عبد السلام" لمحاكمته على خلفية هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصًا، ولكن بلجيكا لم ترد بعد على الطلب الفرنسي.

ردود الفعل الأمنية والدولية

بعد وقوع الانفجارات، تم إخلاء مكتب رئيس الوزراء البلجيكي وسط مخاوف من وجود سيارة مفخخة بالقرب من مكتبه. وحتى الآن، لم يتم تأكيد ما إذا كانت السيارة مفخخة أم لا.

على الرغم من أن عدد القتلى والمصابين أقل من تلك التي حدثت في تفجيرات باريس، إلا أن ردود الفعل الدولية كانت سريعة وحاسمة. وقد تضمنت الإجراءات المتخذة ما يلي:

فرض حالة الطوارئ في بروكسل، وتعليق رحلات المطار وحركة المترو.

تعزيز الإجراءات الأمنية في مطارات العواصم الأوروبية مثل "شارل ديجول" في باريس، و"هيثرو" في لندن، و"فرانكفورت" في ألمانيا، بالإضافة إلى دول أوروبية أخرى.

إصدار المفوضية الأوروبية أوامر لموظفيها بالبقاء في منازلهم أو مكاتبهم حتى إشعار آخر.

اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية "كوبرا" في المملكة المتحدة تحت رئاسة ديفيد كاميرون.

التأثيرات الاقتصادية

تسبب الهجوم في انهيار أسهم البورصة الأوروبية مباشرة بعد التفجيرات، نتيجة لإلغاء الحجوزات السياحية ورحلات الطيران. تراجعت مؤشرات البورصة في ألمانيا بنسبة 1.1%، وفي بلجيكا بنسبة 0.8%، وفي فرنسا بنسبة 0.7%، وفي المملكة المتحدة بنسبة 0.5%.

كما شهد اليورو تراجعًا بنسبة 0.37% أمام الدولار الأمريكي، وبنسبة 0.79% أمام الين الياباني، ولا يزال في تراجع.

تأثيرات إضافية

بالإضافة إلى ذلك، قامت معظم دول العالم بإلغاء رحلاتها الجوية إلى بلجيكا، بما في ذلك مصر للطيران. كما تم إلغاء مباراة ودية كانت مقررة بين منتخبي بلجيكا والبرتغال، والتي كان من المقرر أن يشارك فيها نجوم كرة القدم توماس فيرمايلين وكريستيانو رونالدو.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال