الفرضيات غير القابلة للاختبار وعبء الإثبات: التحديات في الاختبار الإحصائي

لا يمكن إثبات الفرضيات التي لا يمكن اختبارها إحصائيًا أو نفيها بالأدلة المتاحة. يمكن أن يحدث هذا لعدة أسباب، مثل أن تكون الفرضية غير محددة بما فيه الكفاية أو معقدة للغاية، أو أن تكون الأدلة غير شاملة أو غير حاسمة. يُعتبر عكس عبء الإثبات تقنية بلاغية شائعة تُستخدم لإفشال الفرضيات والأطروحات.

اختبار الفرضيات وعبء الإثبات:

يمكن إجراء عدة تغييرات على الفرضيات المطروحة في المقال لجعلها غير قابلة للاختبار إحصائيًا. تشمل هذه التغييرات ما يلي (Montañez-Juan et al., 2019):

عكس عبء الإثبات: بدلاً من مطالبة الباحث بإثبات العلاقة بين تصميم العمل والعدالة التنظيمية والرضا الوظيفي، يمكن للباحث أن يطلب من المشكك إثبات عدم وجود علاقة.

جعل الفرضيات غير قابلة للاختبار: بدلاً من القول بأن تصميم العمل مرتبط بشكل إيجابي بالرضا الوظيفي، يمكن للباحث أن يقول إن تصميم العمل مرتبط بشكل إيجابي بالرضا الوظيفي للموظفين الذين لديهم مستوى عالٍ من الالتزام التنظيمي.

جعل الفرضيات أكثر تعقيدًا: بدلاً من القول بأن تصميم العمل مرتبط بشكل إيجابي بالرضا الوظيفي، يمكن للباحث أن يقول إن تصميم العمل مرتبط بشكل إيجابي بالرضا الوظيفي للموظفين الذين لديهم مستوى عالٍ من الالتزام التنظيمي، ولكن فقط إذا كان لدى المنظمة ثقافة قوية في الابتكار.

تبعات عبء الإثبات:

قد تكون هناك علاقة محتملة بين الفرضيات التي لا يمكن اختبارها إحصائيًا وتبعات عبء الإثبات، ولكن ذلك يعتمد على السياق والوضع المحدد. الفرضية التي لا يمكن اختبارها إحصائيًا لا يمكن اختبارها أو تقييمها باستخدام الطرق الإحصائية التقليدية (Moosa, 2017). قد يكون ذلك لأن الفرضية غير قابلة للدحض أو لأن البيانات المطلوبة لاختبار الفرضية غير متاحة أو غير قابلة للرصد.

في بعض الحالات، قد يجادل مؤيدو مثل هذه الفرضيات بأن عبء الإثبات يقع على الآخرين لدحض الفرضية بدلاً من تقديم أدلة لدعمها. يعد عكس عبء الإثبات مغالطة منطقية يتم فيها نقل عبء الإثبات من الشخص الذي يدعي إلى الشخص الذي يشكك في الادعاء. وهذا تكتيك غير عادل لأن عبء الإثبات يجب أن يقع دائمًا على الشخص الذي يقدم الادعاء وليس على الشخص الذي يشكك فيه (Epstein, 2020).

مثال من الواقع:

غالبًا ما يحدث هذا لي عند مناقشة شخص يؤمن بنظريات المؤامرة. عندما أطلب منه تقديم دليل على أي مؤامرة، أجده يقول إنه من الواضح دون الحاجة إلى دليل، ويطلب مني البحث لإيجاد الدليل الذي يطمئنني. أما هو فيمتنع عن شرح مزاعمه أو مناقشتها بموضوعية. وبذلك، يعكس عبء الإثبات عليّ، كما لو أنني صاحب النظرية التي يؤمن بها.

الخاتمة

من المهم ملاحظة أن عكس عبء الإثبات لا يعني بالضرورة الفوز بالحجة. بل يعني فقط أنك قد نقلت العبء إلى الشخص الآخر. قد يتمكن الشخص الآخر من تقديم دليل لدعم ادعائه، وإذا فعل ذلك، فستظل بحاجة إلى معالجة هذا الدليل. عندما تكون الفرضية غير قابلة للاختبار إحصائيًا، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت صحيحة أو خاطئة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى أن يقوم الناس بعكس عبء الإثبات. بمعنى آخر، قد يجادلون بأن الشخص الذي قدم الفرضية يجب عليه إثبات صحتها بدلاً من أن يقوم الشخص الذي يشكك في الفرضية بإثبات خطئها (Walton, 1988).

المراجع

Epstein, Michael (2020). Defining Science / General Taxonomy / Burden of Proof / Null Hypothesis. Retrieved from: http://www.amplaboratory.org/classes/statistics/statistics-unit-1-defining-science-general-taxonomy/ (pass: teaching stats)

Montañez-Juan, M. I., García-Buades, M. E., Sora-Miana, B., Ortiz-Bonnín, S., & Caballer-Hernández, A. (2019). Work design and job satisfaction: The moderating role of organizational justice. Revista Psicologia Organizações e Trabalho, 19(4), 853–858. Retrieved from EBSCO multi-search

Moosa, I. (2017). Covered interest parity: The untestable hypothesis. Journal of Post Keynesian Economics, 40(4), 470-486.

Walton, D. N. (1988). The burden of proof. Argumentation, 2, 233-254. https://www.academia.edu/10978804/Burden_of_proof

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال