مواءمة نظرية أصحاب المصلحة مع نموذج حوكمة كارفر

وفقًا لـ (Kurtz & Schrank, 2007)، فإن نموذج الحوكمة هو الذي يحدد ويوضح أدوار ومسؤوليات مجلس الإدارة وكيفية اتخاذ القرارات بينهم؛ يمثل نموذج الحوكمة القواعد الأساسية للعلاقة بين الرئيس التنفيذي ومجلس الإدارة وكيف يؤثر ذلك على النظام داخل الشركات.

في هذه الورقة، سأناقش نظرية الحوكمة التي أراها مناسبة لشركة بكتل، ثم أعرّف النموذج المناسب للحوكمة لهذه الشركة، وأخيرًا أشرح سبب اختيار هذه النظرية والنموذج وكيف يرتبطان ببعضهما البعض.

النظرية المختارة: نظرية أصحاب المصلحة

يقترح إدوارد فريمان في هذه النظرية أن الهدف من الأعمال التجارية هو خلق أكبر قدر ممكن من القيمة لأصحاب المصلحة. يجب على المديرين وأعضاء مجلس الإدارة الحفاظ على مصالح أصحاب المصلحة بشكل مستمر ومتوازن لضمان استمرار الشركة في العمل والازدهار. جادل فريمان في نظريته بأن المؤسسات التي تدير علاقات صحية مع أصحاب المصلحة ستدوم لفترة أطول من المؤسسات التي لا تفعل ذلك (Freeman & Reed, 1983).

النموذج المختار: نموذج كارفر للحوكمة القائمة على السياسات

في هذا النموذج، يمنح مجلس الإدارة درجة عالية من الثقة للمديرين التنفيذيين، ولكن يعقد المجلس اجتماعات دورية مع المديرين التنفيذيين لمراقبة قراراتهم وتأثيرها على أنشطة المؤسسة. يركز هذا النموذج على أهداف المنظمة، سواء كانت قصيرة أو طويلة الأجل. وبالتالي، فإن جميع أنشطة مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ستكون موجهة نحو هذه الأهداف؛ هذه الأهداف ضرورية للعمل على نمو المنظمة وخدمة مصالح أصحاب المصلحة (Carver & Carver, 2009).

مبررات اختيار النظرية

وفقًا لـ (Denton, 2016)، فإن بكتل هي شركة بناء عائلية تُدار من قبل أفراد موهوبين من العائلة ومن خارجها؛ الهدف الأساسي لشركة بكتل هو الاستدامة والاستمرار في سوق البناء. كشركة قوية، يعتمد مجال البناء على قطاع مترابط من أصحاب المصلحة؛ تعتمد نظرية أصحاب المصلحة على ستة مبادئ لتنظيم العلاقة بين مجلس الإدارة وأصحاب المصلحة؛ هذه المبادئ هي في الواقع ما تحتاجه بكتل، مثل قواعد الاستمرار في الإدارة أو مغادرتها، ودور كل فرد في الإدارة، وتحديد أصحاب المصلحة وتأثيرهم وكيفية التعامل معهم، والقواعد التي تحكم الربح والخسارة والخطط المستقبلية التي تضمن بقاء الشركة ونجاحها على المدى الطويل.

مبررات اختيار نموذج الحوكمة

الرئيس التنفيذي لشركة بكتل على مدار 124 عامًا هو فرد من عائلة بكتل، والرئيس التنفيذي الحالي هو "براندون بكتل"، وهو رجل يبلغ من العمر 39 عامًا، وهو من الجيل الخامس لمؤسس الشركة "وارن أ. بكتل" (Bechtel, 2022)؛ وبالتالي، فإن نموذج كارفر، كما ذكرت سابقًا، يعطي أهمية كبيرة للرئيس التنفيذي، ولكنه لا يعفيه من المساءلة أمام مجلس الإدارة وأصحاب المصلحة. في هذا النموذج، هناك عدد قليل من اللجان، لكن أعضاء مجلس الإدارة ملتزمون بشكل كبير بمصلحة المؤسسة وأصحاب المصلحة (Carver & Carver, 2009).

العلاقة بين النظرية ونموذج الحوكمة

يعتمد نموذج كارفر على الأهداف النهائية للشركات. هذه الأهداف هي بلا شك في مصلحة أصحاب المصلحة، وإلا لما تم تطويرها والتخطيط لها منذ البداية. أعتقد أن نظرية أصحاب المصلحة ونموذج كارفر سيعملان معًا لضمان سلامة العمل بين مجلس الإدارة وأصحاب المصلحة.

الخاتمة

يرسم نموذج الحوكمة الصورة النهائية لما سيكون عليه رئيس الشركة من حيث مجلس الإدارة والمديرين التنفيذيين؛ لكل منظمة أهداف وغايات تتحد من خلال رؤية شاملة لنظامها المؤسسي، وما يمكن تحسينه فيه. تساهم نماذج ونظريات الحوكمة في هذه التحسينات التي يمكن من خلالها توقع المخاطر واستغلال الفرص. تحتاج مجالس الإدارة إلى اختيار نموذج الحوكمة المناسب، الذي يعمل وفق سياساته وما يتناسب مع مجال عمله.

المراجع

Amis, J., Barney, J., Mahoney, J. T., & Wang, H. (2020). Why we need a theory of stakeholder governance—And why this is a complex problem. Academy of Management Review, 45(3), 499–503. Retrieved from EBSCO multi-search database in the TUW Library.

Bechtel. (2022). leadership, https://www.bechtel.com/about-us/leadership/

Carver, J., & Carver, M. (2009). A Carver Policy Governance Guide, The Policy Governance Model and the Role of the Board Member (Vol. 1). John Wiley & Sons.

Denton, S. (2016). The Profiteers: Bechtel and the Men Who Built the World. Simon and Schuster.

Freeman, R. E., & Reed, D. L. (1983). Stockholders and stakeholders: A new perspective on corporate governance. California Management Review, 25(3), 88-106.

Freeman, R. E., Harrison, J. S., Wicks, A. C., Parmar, B. L., & De Colle, S. (2010). Stakeholder theory: The state of the art.

Kurtz, M. J., & Schrank, A. (2007). Growth and governance: Models, measures, and mechanisms. The Journal of Politics, 69(2), 538-554.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال