التغلب على حواجز التواصل بين الثقافات في إطار التوسع العالمي

وفقًا لـ(Carroll, 2012)، قد يؤدي سوء فهم الاختلافات الثقافية إلى بيئة عمل مرهقة، وضعف الروح المعنوية للموظفين، وضعف الأداء العام، وفي أسوأ الحالات، ارتفاع معدل دوران الموظفين.

في هذه المناقشة، سأفترض أن (شركة بيكتل) "الشركة متعددة الجنسيات الخاصة بي" ستفتح مكتبًا جديدًا في ضاحية أتلانتا بولاية جورجيا؛ يرتبط هذا المكتب بثلاثة مواقع في: (الولايات المتحدة - الصين - مصر). سأناقش الحواجز المحتملة أمام التواصل الفعال لجميع الأطراف، وما هي الاستراتيجيات اللازمة لتقليل تلك الحواجز.

حواجز التواصل عبر الثقافات

اختلاف اللغة:

عدم التحدث بنفس اللغة يؤدي إلى العديد من سوء الفهم بين المتحدثين بالإنجليزية والصينية والعربية. على الرغم من أن الإنجليزية هي لغة الأعمال الآن (Klimova & Semradova, 2012)، إلا أن اللهجة الجنوبية المميزة في جورجيا تمثل تحديًا في التعامل مع الإنجليزية التي يستوعبها الصينيون والمصريون، الذين اعتادوا على "الإنجليزية النيويوركية" الشهيرة.

الصور النمطية:

تخلق التحيزات بين الموظفين ومديريهم حول الجنسية أو العرق أو الدين بين الدول الثلاث فجوات هائلة في التعامل. على سبيل المثال، الافتراض بأن الأمريكيين جميعهم متهورون، أو أن الصينيين جميعهم خجولون، أو أن المصريين جميعهم محافظون، أو أن الجورجيين جميعهم متدينون يجعل العمل أكثر تعقيدًا وصعوبة للجميع.

الإشارات والرموز:

تختلف الإيماءات اليدوية وتعبيرات الوجه بشكل كبير بين الثقافات الأربعة وليست موثوقة. في الثقافات الشرقية مثل الصين ومصر، هناك العديد من التحفظات حول الإشارة المباشرة باليد نحو شخص معين، وهو عكس ما هو مقبول في الولايات المتحدة (Bavelas, Gerwing & Healing, 2014).

التعصب الشعبوي:

شعور بعض الموظفين من دول معينة بالتفوق على زملائهم من دول أخرى يجعل الأمور أسوأ بينهم. تعاني بعض الدول من صراعات عرقية مع دول أخرى، مما يجعل من المستحيل التعامل معها في بيئة العمل (Jansen, 2011).

الاختلافات الجغرافية:

يكاد يكون من المستحيل التعامل مع الفروقات الزمنية بين الصين ومصر والولايات المتحدة. سيكون تنظيم مواعيد الاجتماعات تحديًا كبيرًا، حيث سيود كل موظف أن تكون اجتماعاته خلال ساعات العمل الصباحية.

استراتيجيات لتقليل حواجز التواصل بين الثقافات

  1. وفقًا لـ(Hooker, 2012)، يجب إقامة دورات تدريبية للموظفين والقادة لفهم الثقافة المحددة لكل منهم وكيفية التكيف معها، والوقوف على حواجز الاختلافات الثقافية بينهم، وتقدير تلك الاختلافات لأنها تفيد في تنوع الأفكار في العمل.

  2. مناقشة الاختلافات الثقافية عند ظهورها مباشرة يمنع تفاقمها، ويتيح للجميع مناقشة آرائهم والعمل على حل الخلافات وجعل بيئة العمل آمنة ومستقرة (Kanter & Corn, 1994).

  3. توحيد الأفراد المختلفين ثقافيًا حول رؤية مشتركة واحدة من خلال تحديد أولويات عامة للشركة ومعايير يجب على الجميع الالتزام بها، وجعل جميع الأعضاء يتعاونون للوصول إلى نتائج أفضل (Kanter & Corn, 1994).

  4. وفقًا لـ(Bigelow, 1994)، كمدير دولي، يجب عليّ دراسة الاختلافات الثقافية بين فريقي وموظفي الشركة، وأن أكون على دراية بالصور النمطية والتحيزات التي قد يحملها بعض الموظفين تجاه بعضهم البعض، ومحاولة استبدال هذه التحيزات وتعزيز ثقافة التواصل الفعال بينهم.

الخاتمة:

في بيئة العمل الدولية، يجب على المدير العالمي الناجح أن يعمل بجد على تدريب موظفيه لتجنب الحواجز الثقافية بينهم، واستخدام لغة مشتركة للحوار، وتجنب التحيزات، وطرح الأسئلة المباشرة عندما يُشتبه بوجود سوء فهم (Goman, 2019). كما يجب عليه توفير مساحة للاحترام المتبادل والانفتاح على الأفكار الجديدة وقبول الثقافات المختلفة، مما سيكون له تأثير كبير على إنتاجية وإبداع الأفراد داخل الشركة.

المراجع:

Bavelas, J., Gerwing, J., & Healing, S. (2014). Hand and facial gestures in conversational interaction (pp. 111-130). The Oxford handbook of language and social psychology.

Bigelow, J. D. (1994). International skills for managers: integrating international and managerial skill learning. Asia Pacific Journal of Human Resources, 32(1), 1-12.

Carroll, R. (2012). Cultural misunderstandings: the French-American experience. University of Chicago Press.

Goman. C.K., (2019). Communicating Across Cultures. Retrieved from https://www.amanet.org/articles/communicating-across-cultures/

Jansen, R. S. (2011). Populist mobilization: A new theoretical approach to populism. Sociological theory, 29(2), 75-96.

Hooker, J. (2012). 19 Cultural Differences in Business Communication. The handbook of intercultural discourse and communication, 29, 389.

Kanter, R. M., & Corn, R. I. (1994). Do cultural differences make a business difference? Contextual factors affecting cross‐cultural relationship success. Journal of Management Development.

Klimova, B. F., & Semradova, I. (2012). Communication barriers. Procedia-Social and Behavioral Sciences, 31, 207-211.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال