أساليب القيادة في العمل: كيرت لوين وجيمس ماكجريجور بيرنز

يمكن تعريف القيادة بأنها القدرة على التأثير على الآخرين لتحقيق أهداف معينة (Warrick, 1981). في هذه الورقة، سأناقش أنماط القيادة وفقًا للعالم الألماني كورت لوين (1890-1947) والعالم الأمريكي جيمس ماكجريجور بيرنز (1918-2014). يعود ذلك إلى مساهماتهما الأساسية في دراسة أنماط القيادة. بعد ذلك، تم بناء عدة فروع لهذه الأنماط بناءً على أعمالهم. في النهاية، سأطبق هذه الأساليب على المنظمة التي أدرسها.

القيادة وفقًا لكورت لوين

وفقًا لـ(Lewin, Lippitt & White, 1939)، قام لوين بدراسة سلوك مجموعة من الأطفال وسجل أنماط القيادة بينهم، وخلص إلى أن أنماط القيادة يمكن تقسيمها إلى الأنماط التالية:

القيادة الأوتوقراطية:

وجد لوين سيطرة واضحة على الأقران واتخاذ قرارات مركزية. في هذا النوع، يكون الإنتاج مرتفعًا وتكون القدرة على إتمام المهام أكثر وضوحًا، ولكن من بين العيوب أن هذا النوع لا يشجع على الإبداع داخل المجموعة، وعادة ما تكون الأفكار حصرية للقائد الذي يتسم دائمًا بالطغيان.

القيادة الديمقراطية:

جادل لوين بأن هؤلاء القادة يميلون إلى مشاركة الآراء وتوزيع مسؤولية اتخاذ القرارات على الجميع، ويفضل هذا الأسلوب. يكون هناك مزيد من الإبداع، وتكون المجموعة محفزة لتحقيق الأهداف النهائية؛ ومع ذلك، فإن الإنتاجية قد لا تكون على نفس المستوى كما هو الحال في القيادة الأوتوقراطية، وقد يتخلى أعضاء الفريق عن مهامهم إذا لم تُدرج آراؤهم في القرارات (Warrick, 1981).

القيادة التفويضية (Laissez-faire):

في هذا الأسلوب، يقوم القائد بتفويض سلطاته للمجموعة، ويكون للشخص المفوض الحرية الكاملة في اتخاذ القرار المناسب بشأن المهام الموكلة إليه/إليها. هذا الأسلوب أكثر ملاءمة للأشخاص ذوي الخبرة في المجموعة والذين لديهم نفس هدف القائد، ولكن يعتبر هذا النوع الأقل إنتاجية، وقد يتنصل أعضاء الفريق من المسؤولية إذا ارتكب الآخرون أخطاء.

القيادة وفقًا لجيمس ماكجريجور بيرنز

وفقًا لـ(Burns, 1978)، جمع بيرنز بين أنظمة القيادة والإدارة لتكون على نوعين:

القيادة التبادلية (Transactional Leadership):

في هذا الأسلوب، يحرص المدير الوظيفي على إبقاء السفينة مبحرة؛ ما يهم القائد في هذا النوع هو التأكد من سير كل شيء بسلاسة يومًا بعد يوم، حيث يهتم القائد بالتفاصيل التشغيلية الصغيرة بينما يحافظ على إنتاجية الموظفين العادية، ولكنه نادرًا ما ينفذ استراتيجيات طويلة الأجل أو يفكر في النمو المستقبلي.

مثال: مديرو فروع ماكدونالدز أكثر اهتمامًا بالجوانب التشغيلية من الاستراتيجية المستقبلية.

القيادة التحويلية (Transformational Leadership):

في هذا النوع، جادل بيرنز بأن القائد يضع مزيدًا من التركيز على بناء الفريق وتحفيزه على التغيير للأفضل، مما يؤدي إلى تحقيق أهداف أعلى ومستويات أداء أعلى، مع تنفيذ استراتيجيات طويلة الأجل وتوفير فرص للنمو المهني لكل موظف. ومع ذلك، فإن هذا القائد قد يتجاهل التفاصيل التشغيلية وقد تكون الأداءات أضعف على المدى القصير (Burns, 2003).

مثال: مديري المبيعات والتسويق يهتمون دائمًا بتطوير العملاء وكسب ثقتهم.

التطبيق على شركة بيكتل

التطبيق وفقًا لكورت لوين

في مجال إدارة مشاريع البناء، تختلف أنماط القيادة لتشمل جميع فروعها في نفس الوقت. على سبيل المثال، عند الحديث عن تنفيذ مشروع سد هوفر، تم تكليف المهندس فرانك بمهام الإدارة التنفيذية للسد، حيث اعتمد على قيادته الأوتوقراطية، ولم يستمع لآراء الآخرين (Denton, 2016). قام بتوزيع الأعمال بين الشركات بناءً على تقديره الشخصي لقدرة هذه الشركات على تحقيق أقصى كفاءة لعناصر الأعمال، ولكنه استخدم أيضًا أسلوب القيادة التفويضية عند توزيع مسؤوليات المتابعة والإشراف على مساعديه من مديري المشاريع، حيث أتاح لهم إدارة مراحلهم بطريقتهم الخاصة لتحقيق الأهداف المشتركة للمشروع.

التطبيق وفقًا لجيمس ماكجريجور بيرنز:

يُعتبر المؤسس (وارن بيكتل) نموذجًا مثاليًا للقيادة التحويلية، حيث كانت لديه رؤية لوضع الشركة في المرتبة الأولى بين شركات البناء، وألهم الجميع حوله لمساعدته في تحقيق هذا الهدف. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل كوّن مجموعته العائلية التي استوحت نفس الأفكار، من أجل أن تحافظ هذه المجموعة جيلًا بعد جيل على ريادة الأعمال في مجال البناء ليس فقط في أمريكا ولكن في جميع أنحاء العالم (Bechtel, 2020).

الخاتمة

تتنوع أنماط القيادة بين المديرين. بين النمط المحافظ في حالات الطوارئ والجداول الزمنية المتأخرة، والنمط الديمقراطي عندما تكون الأمور أكثر استقرارًا. يُبرز القائد التحويلي والقائد التبادلي دوره وفقًا لملاءمته لقيادة فريق معين تحت ظروف معينة.

المراجع

Bechtel. (2020). Warren-a-bechtel.

https://www.bechtel.com/about-us/warren-a-bechtel/

Burns, G. P. (1978). The Principles of Leadership.

Burns, J. M. (2003). Transforming leadership: A new pursuit of happiness. Grove Press.

Denton, S. (2016). The Profiteers: Bechtel and the Men Who Built the World. Simon and Schuster.

Lewin, K., Lippitt, R., & White, R. K. (1939). Patterns of aggressive behavior in experimentally cr" rated and"ial c""mates.”. "” Jo" fundamental of social psychology, 10(2), 269-299.

Warrick, D. D. (1981). Leadership styles and their consequences. Journal of Experiential Learning and Simulation, 3(4), 155-172.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال