إنقلاب تركيا 2016 س و ج

ما الذي حدث؟

بدأت تحركات لانقلاب عسكري في ظهر يوم الجمعة، 15 يوليو 2016. ولكن الإعلان الأول عنه جاء في الساعة 11:30 مساءً على لسان رئيس الوزراء، حيث قال للشعب إنها محاولة فاشلة، على الرغم من أن الدبابات كانت قد انتشرت في الشوارع، وتم إغلاق عدد من المطارات، أهمها مطار العاصمة، وحُوصرت القصر الرئاسي، ومقر حزب العدالة والتنمية الحاكم، ومديرية الأمن بالعاصمة، ومبنى التلفزيون حيث تم بث بيان الانقلاب بالقوة. تم قصف مبنى البرلمان بالطيران، وكذلك مبنى المخابرات، وتم إغلاق الطرق والجسور المؤدية إلى العاصمة، وانتشرت وحدات تابعة للجيش الانقلابي في مختلف أنحاء البلاد بمعداتهم الثقيلة مثل الدبابات والمدرعات والطائرات الهليكوبتر.

من الذي قام بالانقلاب؟

وفقًا لوكالة "سي إن إن تورك"، فإن قائد الانقلاب وصاحب فكرته هو الداعية الإسلامي الصوفي فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية. ومن المشاركين في الانقلاب على الأرض كانوا مستشار قائد الأركان للتخطيط، والمدعي العسكري العام، وقائد سلاح المشاة، وقائد الدرك، وقائد سلاح الطيران، بالإضافة إلى 46 قيادة عليا في الجيش، و104 من أفراد الحكومة والمسؤولين، و754 عسكريًا بأسلحتهم.

ما هي التحركات التي تمت؟

التحركات المؤثرة تمت خلال ثلاث ساعات، ويمكنكم الاطلاع على التفاصيل كاملة من خلال هذا الرابط: https://goo.gl/lnklUy

ما هو الموقف الدولي؟

أول موقف دولي تم الإعلان عنه كان من الحكومة القطرية التي رفضت الانقلاب رفضًا قاطعًا. ثم تبعتها الحكومة البريطانية التي عبرت عن قلقها، والحكومة الإيرانية التي دعت إلى التكاتف. بعدها، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفضه القاطع للانقلاب وتأييده لأردوغان وحكومته. وتواصل معه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. كما أكد حلف الناتو تأييده لأوباما.

ما هو موقف الإعلام؟

الإعلام الأجنبي تعامل مع أحداث الانقلاب بحذر شديد في نقل الأخبار. كانت أبرز القنوات الناقلة للأخبار بمصداقية وموضوعية هي "سي إن إن"، "رويترز"، "هافنجتون بوست"، و"بي بي سي". أما الإعلام العربي، فكان له صورة سيئة للغاية، حيث ظهر التعصب الشديد في نقل الأخبار. الإعلام المصري والإماراتي، المعارض لأردوغان، أظهر الانقلاب كأنه ثورة ونجح في لحظته، ونشر أخبارًا كاذبة مثل هروب أردوغان وطلبه للجوء في ألمانيا، بالرغم من أنه كان في مدينة تركية وعاد إلى العاصمة فور علمه بالانقلاب. أما الإعلام القطري المؤيد لأردوغان، فقد أظهر أن أردوغان يتحكم في الوضع بالكامل، رغم أنه كان يتواصل مع الجماهير عبر تطبيقات الهاتف مثل "فيس تايم" و"سكايب" بدلاً من التلفزيون الرسمي.

ما هو موقف الإعلاميين العرب؟

ظهرت موجة كبيرة من الحقد على أردوغان والتجربة التركية بشكل عام، وخاصة من مؤيدي النظام المصري الحالي. كافة الإعلاميين العاملين في الفضائيات المصرية والصحف شمتوا علنًا في أردوغان وتمنوا نجاح الانقلاب. أما الإعلاميون المؤيدون لأردوغان وحكومته، فاكتفوا بالدعاء لنجاة تركيا من جحيم الانقلاب.

ما هو موقف العرب والمصريين؟

كانت النسبة الأكبر من العرب والمصريين تفاعلت مع أردوغان وحكومته ضد الانقلاب العسكري. المؤيدون للانقلاب كانوا أقلية، وفقًا للمشاركين في الهاشتاجات على فيسبوك وتويتر، لأن الانقلاب كان واضحًا منذ البداية أنه ليس نابعًا من الشعب ولا يخدم أي طموح سياسي أو اجتماعي.

هل كان الانقلاب تمثيلية من أردوغان لإزاحة معارضيه؟

لو كان الانقلاب تمثيلية، لما تم القبض على كبار القيادات وتحديدهم بالاسم، ولما تم سحل الضباط والجنود المشاركين في الانقلاب أمام العامة. التمثيليات عادة ما تنتهي بفتح تحقيقات تستمر لسنوات دون معرفة الجاني. كان هناك اثنان فقط من القيادات مع الانقلاب، بينما الباقون كانوا ضده، والدليل على ذلك هو إسقاط الطائرات الهليكوبتر بواسطة طائرات F16. الانقلاب كان حقيقيًا والدولة كانت على وشك السقوط فعليًا.

لماذا فشل الانقلاب؟

فشل الانقلاب لعدة أسباب، منها:

  • وعي كبير لدى الشعب التركي ونزوله بأعداد مليونية لدعم أردوغان وحكومته ضد الانقلاب.
  • وعي الأحزاب العلمانية المعارضة ووقوفها ضد الانقلاب ونزولها إلى الشارع.
  • الدعم الكامل من وزارة الداخلية واستبسالها في مواجهة العسكريين المنقلبين، حيث سقط منهم 45 شهيدًا وأصيب أكثر من 100 شخص.
  • تحكم أردوغان وحكومته في مجريات الأمور، وسيطرة حزب العدالة والتنمية الكاملة على الحكومة ومعها باقي قوات الجيش كالمخابرات والبحرية والدفاع الجوي والأركان.
  • استمرار الرخاء الاقتصادي مع حكومة أردوغان، مما لم يدع مجالاً لأحد أن يفكر في بديل حالي.
  • العلاقات الدبلوماسية الدولية الواسعة لأردوغان، خاصة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو.

ما هي نتائج الانقلاب؟

ستكون هناك نتائج عديدة منها:

  • تراجع كامل للجيش عن السلطة، وقد لا يفكر الجيش في انقلاب آخر ربما لمئة عام قادمة.
  • من المتوقع أن يصبح أردوغان الزعيم المطلق حتى وفاته، مع نفوذ وسلطات غير مسبوقة.
  • إعادة هيكلة الدولة وتصفيتها من الوحدات الهدامة في السلطة، وقد تصل إلى إعدامات فورية.
  • إشراك عدد من قيادات الأحزاب المعارضة في الحكم ممن وقفوا ضد الانقلاب.
  • إعادة ترتيب أوراق أردوغان مع كافة الدول التي شمتت في الانقلاب، مثل مصر والإمارات.
  • العمل بجد واجتهاد من أجل رفعة المواطن التركي تقديرًا لتضحيته أمام الدبابة بصدره العاري.

الخلاصة:

كانت هذه تجربة قصيرة ولكنها تستحق التفكر والتمعن، ويمكن لأي شعب حر يريد حياة كريمة أن يستفيد منها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال