المملكة المتحدة خارج الاتحاد الاوروبي 2016


لماذا العالم مهتم بانفصال المملكة المتحدة (بريطانيا) عن الاتحاد الأوروبي؟

فيما يلي محاولة لتوضيح الموضوع:

خلفية الانفصال:

أجرت بريطانيا استفتاءً حول البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه، وظهرت النتيجة بالأمس حيث صوت 51.9% لصالح الانسحاب من الاتحاد، على الرغم من توقعات محلية ودولية كبيرة بأن النتيجة ستأتي لصالح البقاء.

ما هو الاتحاد الأوروبي؟

الاتحاد الأوروبي هو كيان دولي مقره في بروكسل، يضم 28 دولة أوروبية، وتم تأسيسه في عام 1992 بموجب "معاهدة ماستريخت". يهدف الاتحاد إلى توحيد رؤية الدول الأعضاء في معظم القضايا السياسية والاقتصادية وغيرها. ومع ذلك، من المهم أن نفهم أن هذا الهدف لم يتحقق بالكامل على أرض الواقع، حيث تمنح كل دولة من دول الاتحاد صلاحيات مختلفة للاتحاد بناءً على سياستها العامة.

مزايا الاتحاد الأوروبي:

يتمتع المواطنون في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعدة مزايا، مثل حرية التجارة والتنقل والإقامة والحماية. ومع ذلك، فإن هذه المزايا تخلق بعض المشاكل، مثل انتقال المواطنين من الدول الأقل غنىً إلى الدول الأغنى داخل الاتحاد. هذا يسبب ضغطًا على دول مثل بريطانيا، التي تواجه تدفقًا من مواطني الدول الأخرى في الاتحاد.

لماذا قررت بريطانيا الانسحاب؟

في عام 2012، عبّر ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، عن استيائه من بعض القيود التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بلاده. وهدد بإجراء استفتاء حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي. بالرغم من محاولات الاتحاد لترضية بريطانيا، إلا أن المطالب بالاستفتاء ازدادت، خصوصًا من قبل اليمين المتطرف الذي ركز على قضايا مثل البطالة والهجرة.

نتيجة الاستفتاء:

جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح الانفصال، وأظهرت النتائج أن الفئة الأكبر التي صوتت لصالح الخروج كانت من كبار السن، بينما فضل الشباب البقاء.

العواقب المحتملة للانفصال:

إعادة التفاوض على المعاهدات: ستضطر المملكة المتحدة إلى إعادة التفاوض على جميع المعاهدات الموقعة مع الاتحاد الأوروبي في مجالات السياسة والاقتصاد، مما قد يؤثر على اقتصاديات الدول المتأثرة، بما في ذلك الدول العربية مثل مصر.

فقدان الامتيازات التجارية: قد تفقد بريطانيا بعض الامتيازات مثل إلغاء التعريفة الجمركية، على الرغم من أن دولًا مثل سويسرا والنرويج تمكنت من الحفاظ على اتفاقيات مماثلة خارج الاتحاد الأوروبي.

تأثير اقتصادي: تشير تقارير وزارة الخزانة البريطانية إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى انخفاض إيرادات الضرائب بمقدار 36 مليار جنيه إسترليني، وانخفاض الناتج القومي بنسبة 6.6% بحلول عام 2030.

انتشار الفكرة: قد يؤدي نجاح الاستفتاء إلى تشجيع دول أوروبية أخرى على التفكير في الخروج من الاتحاد، مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا.

تفكك المملكة المتحدة: قد يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى حركات انفصالية داخل المملكة المتحدة، مثل انفصال اسكتلندا وانضمام أيرلندا الشمالية إلى جمهورية أيرلندا.

انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني: سجل الجنيه الإسترليني انخفاضًا غير مسبوق منذ عام 1985 في بعض البورصات العالمية.

استقالة ديفيد كاميرون: استقالة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء المعارض للخروج، يمكن أن تؤدي إلى صعود اليمين المتطرف في بريطانيا.

فقدان الريادة الدولية: قد تؤدي هذه الخطوة إلى فقدان بريطانيا جزءًا من ريادتها الدولية، خاصةً أن غالبية رؤساء الدول الكبرى كانوا ضد الانفصال.

الخلاصة:

الانفصال قد يُضعف بريطانيا ويؤثر على تماسك الاتحاد الأوروبي. وكما يقال: "الاتحاد قوة، والتفرق ضعف". نرى ذلك واضحًا الآن في انقسام الدول، بينما يبقى العالم يراقب تأثير هذا الحدث على المستقبل.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال