سيناريوهات اختفاء الطيارة الروسية 2015

في عام 2015، اختفت طائرة من طراز إيرباص، وهي طائرة أوروبية الصنع، وليس روسية كما زعم البعض، كانت تحمل على متنها 217 راكبًا، من بينهم 25 طفلًا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 7 أفراد.

أقلعت الطائرة من مطار شرم الشيخ في الساعة 05:58 صباحًا، وكانت متجهة إلى مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا، التي تقع على بُعد حوالي 600 كيلومتر شمال موسكو.

الاختفاء والانفجار

اختفت الطائرة من شاشات الرادار في الساعة 06:20 صباحًا، وهي على ارتفاع 30,000 قدم (حوالي 9 كيلومترات). وعندما قامت الطائرات الحربية المصرية بمسح المنطقة، وجدوا بقايا الطائرة متناثرة على مساحة دائرة قطرها 15 كيلومترًا، ما يدل على وقوع انفجار هائل تسبب في تدمير الطائرة.

من الفحص المبدئي لحطام الطائرة وبقايا الجثث، بدا واضحًا أن هناك انفجارًا قد حدث، ولكن لم يكن أحد يعرف السبب بدقة. كانت هناك احتمالات تشير إلى أن الانفجار ربما كان نتيجة عطل فني تسبب في اشتعال خزان الوقود، مما أدى إلى تفجير الطائرة.

الجدل الإعلامي والشائعات الأولية

في البداية، نشرت بعض المواقع الإخبارية المصرية تقارير تفيد بأن الطائرة لم تتحطم وأنها ما زالت في الأجواء التركية، ولكن تم سحب هذه الأخبار لاحقًا. ومن المعروف أن خط سير الطائرة كان يمر عبر العاصمة التركية أنقرة.

مع وقوع الحادث، بدأ الإعلام الدولي في تسليط الضوء على مصر بشكل كبير، نظرًا لأن الضحايا كانوا في الغالب من السياح، ما زاد من الضغوط على السلطات المصرية.

التقارير الأمريكية وتصريحات داعش

كانت الولايات المتحدة أول من تحدث عن الحادث، حيث أعلنت أنها رصدت وميضًا على مسار الطائرة يُظهر اشتعالًا في الجو، وهو ما اعتبرته دليلاً على انفجار داخلي، وربما يكون بفعل فاعل، لكنها استبعدت فرضية تعرض الطائرة لهجوم صاروخي، إذ لم يتم رصد أي صاروخ.

في المساء، أعلنت داعش مسؤوليتها عن الحادث، لكنها لم توضح كيفية تنفيذ الهجوم. لاحقًا، تداول البعض فيديو قديم لعضو من داعش يحمل سلاحًا مضادًا للطائرات ويُسقط طائرة استطلاع في سوريا، وادعى البعض أنه فيديو إسقاط الطائرة الروسية.

ردود الفعل المصرية والروسية

مصر وروسيا رفضتا في البداية فرضية العمل الإرهابي، واعتبرتا أن سقوط الطائرة قد يكون بسبب عطل فني. كانت الدولتان حذرتين في التعامل مع هذا الاحتمال، لتجنب أي توتر في العلاقات بينهما.

تحقيقات بريطانية وتوترات دبلوماسية

بريطانيا كانت أول دولة تعلن بشكل شبه رسمي أن لديها أدلة على أن الطائرة تفجرت بعبوة ناسفة، لكنها لم تكشف عن تفاصيل هذه الأدلة. في نفس الوقت، قامت بريطانيا بإجلاء جميع سياحها من شرم الشيخ ووقف رحلاتها إلى هناك، مما أثار ضجة كبيرة، خاصة وأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان حينها في زيارة إلى لندن.

وزير الطيران المدني المصري رفض في البداية إجلاء السياح بدون أمتعتهم، حيث كانت الطائرات المخصصة للإجلاء تحمل الركاب فقط بدون أمتعة، ولكن بعد ضغوط وافق في النهاية على مغادرة السياح.

تداعيات الحادث على السياحة والاقتصاد

بعد الحادث، شهد مطار شرم الشيخ حركة غير مسبوقة في إجلاء السياح، حيث تم تنفيذ 124 رحلة طيران لإعادة السياح إلى بلادهم. كما تأثرت السياحة في مصر بشكل كبير، حيث كانت تعتمد بشكل كبير على السياح الروس والبريطانيين. ورغم محاولات الحكومة المصرية لإنعاش السياحة، إلا أن الخوف من تكرار الحادث ظل مسيطرًا.

تحقيقات الصناديق السوداء والتوتر بين مصر وروسيا

النتائج الأولية من الصناديق السوداء أشارت إلى وجود صوت غير طبيعي قبل السقوط مباشرة، مما دفع روسيا إلى الابتعاد عن التحقيقات المشتركة مع مصر وإصدار بياناتها المستقلة التي أكدت أن السبب هو عمل إرهابي.

في النهاية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن لجنة التحقيق الروسية أكدت أن الطائرة تحطمت بفعل قنبلة محلية الصنع، مما دفعه إلى إقالة نائب وزير الدفاع الروسي. كما أعلن عن مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن المسؤولين عن التفجير.

الشائعات وردود الفعل

خلال الأزمة، ظهرت العديد من الشائعات، منها:

بعض المؤيدين للحكومة المصرية زعموا أن الإخوان المسلمين هم وراء الحادث، بالتواطؤ مع تركيا وقطر.

شائعة أخرى زعمت أن القنبلة وُضعت في الطائرة من قبل دولة أوروبية قبل وصولها إلى مصر، بمساعدة بريطانيا وأمريكا.

شائعة ثالثة ادعت أن المخابرات المصرية وضعت القنبلة بهدف توريط تركيا وروسيا، لكنها انفجرت قبل الموعد المخطط له.

الخلاصة

الحادث تسبب في أزمة دبلوماسية واقتصادية كبيرة لمصر، وأثر بشكل كبير على السياحة والاقتصاد المصري. كما أثار العديد من التساؤلات حول التحديات الأمنية التي تواجهها مصر، وكشف عن التوترات الكامنة في العلاقات الدولية، خاصة بين مصر وروسيا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال